لندن (رويترز) – أظهر الاقتصاد البريطاني علامات واضحة على التباطؤ يوم الجمعة، بعد يوم من وقف بنك إنجلترا رفع أسعار الفائدة طويلة الأجل، لكن الشركات حولت دفة التضخم.
أظهر مسح للأعمال أن بنك إنجلترا أخذ في الاعتبار قراره بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، حيث عانت الشركات من شهر سبتمبر أصعب مما كان متوقعًا، والذي تميز بارتفاع معدلات البطالة.
انخفضت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات العالمي (PMI) في المملكة المتحدة لقطاع الخدمات عن جميع التوقعات في استطلاع أجرته رويترز للاقتصاديين، وهو أدنى مستوى منذ الإغلاق الوبائي في يناير 2021.
وبصرف النظر عن جائحة كوفيد-19، فإن آخر مرة انخفض فيها هذا المؤشر كانت خلال الأزمة المالية العالمية. وقد عانى حجم عملها من أكبر انخفاض له خارج نطاق الوباء.
وانخفض الجنيه الإسترليني نحو 0.4 بالمئة مقابل الدولار بحلول الساعة 1105 بتوقيت جرينتش، وهو أدنى مستوياته منذ مارس آذار، إذ يتساءل المستثمرون إلى متى يمكن أن تصمد أسعار الفائدة حول المستويات الحالية قبل خفض أسعار الفائدة لمساعدة الاقتصاد.
ارتفعت مؤشرات مديري المشتريات لمنطقة اليورو بشكل طفيف، لكنها لا تزال تشير إلى أن الركود كان في الطريق.
وأظهر مسح منفصل أجراه اتحاد الصناعة البريطاني (CBI) أن إنتاج المصانع قد انخفض ومن المتوقع أن يظل راكدًا للفترة المتبقية من عام 2023.
وقال مارتن بيك، كبير المستشارين الاقتصاديين للمتنبئين في EY ITEM Club: “من المرجح أن يكون الارتداد للأسفل قصة”.
وقال بيك إن التأثير الكامل لرفع أسعار الفائدة الذي قام به بنك إنجلترا 14 مرة متتالية لم يتم الشعور به بعد، كما أن سوق الوظائف يضعف، في حين أن التضخم الضعيف والتخفيف من ذروة تكاليف الاقتراض سيحافظان على الاقتصاد من الانكماش الحاد.
ولم تظهر سوى علامات قليلة على المرونة بين المستهلكين، إلى جانب قراءات أضعف للنشاط التجاري.
وأظهرت البيانات الرسمية أن مبيعات التجزئة ارتفعت في أغسطس، متعافية إلى حد ما من التراجع الناجم عن الأمطار في يوليو، كما ارتفعت مستويات ثقة المستهلك بعد يناير 2022.
ومع ذلك، قالت شركة البيانات ستاندرد آند بورز جلوبال إن مسحها تزامن مع انخفاض بنسبة 0.4٪ في الناتج الاقتصادي الفصلي.
وقال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في ستاندرد آند بورز جلوبال: “تشير نتائج مسح مؤشر مديري المشتريات المخيبة للآمال لشهر سبتمبر إلى أنه من المتوقع بشكل متزايد حدوث ركود في المملكة المتحدة”.
لكن صامويل تومبس، الخبير الاقتصادي في شركة بانثيون للاقتصاد الكلي، لا يتفق مع هذا الرأي، قائلاً إن الأجور تجاوزت التضخم أخيراً، وأسعار الطاقة المنزلية من المقرر أن تنخفض أكثر، ومستويات ثقة المستهلك آخذة في الارتفاع.
وأضاف: “ومع ذلك، لا داعي للقول أن تقرير اليوم يزيد من فرص انتهاء دورة التضييق التي يقوم بها بنك إنجلترا”.
تقرير بقلم آندي بروس؛ تحرير توبي شوبرا
معاييرنا: مبادئ الثقة في طومسون رويترز.