واشنطن (أ ف ب) – تبذل تايوان، وهي اقتصاد بحجم بولندا ولكنها غائبة عن النظام العالمي، جهدا طويلا للانضمام إلى صندوق النقد الدولي، وهو هيئة تضم 190 دولة تقدم قروضا طارئة ومساعدات مالية أخرى للأعضاء.
وقال مكتب الممثل الاقتصادي والثقافي لتايبيه في واشنطن خلال الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذا الأسبوع: “إن عضوية تايوان في صندوق النقد الدولي ستساعد على زيادة المرونة المالية”. يعد هذا المكتب بمثابة سفارة تايوان الفعلية في الولايات المتحدة
وتعد هذه الدفعة جزءا من جهد أوسع لرفع المكانة العالمية للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي. تايوان والأمم المتحدة وتريد المشاركة في جمعية الصحة العالمية السنوية لمنظمة الصحة العالمية والانضمام إلى الإنتربول. والولايات المتحدة وحلفاؤها هم من أنصار تايوان.
لكن الصين تعتبر تايوان مقاطعة انفصالية يهدد بتوصيله بالقوةوهي تمنع مثل هذه المحاولات وتمثل تايوان في المحافل الدولية. يشار إلى الجزيرة الآن في أدبيات صندوق النقد الدولي باسم “مقاطعة تايوان الصينية”.
وفي عام 2020، وقع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب على تشريع قانون ينشئ سياسة أمريكية للدفاع عن عضوية تايوان أو وضع مراقب في المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن “العالم يستفيد من خبرات وموارد تايوان في مواجهة بعض أصعب التحديات العالمية التي نواجهها اليوم”. وقالت إنها ستواصل دعم عضوية تايوان في المنظمات الدولية التي لا تتطلب أن تكون لها دولة، وستشجع مشاركة تايوان الهادفة في المجموعات التي لا تكون عضويتها فيها ممكنة.
ولم يعلق صندوق النقد الدولي على جهود تايوان للحصول على العضوية. تتمتع الولايات المتحدة بالقوة الأكبر داخل المجموعة، ولكن الصين تتمتع أيضاً بنفوذ كبير، حيث تتمتع بقوة تصويت أكبر من أي دولة أخرى باستثناء الولايات المتحدة واليابان.
بو لي، الذي شغل منصب نائب محافظ بنك الشعب الصيني، يشغل الآن منصب نائب المدير الإداري لصندوق النقد الدولي.
وتأتي فكرة انضمام تايوان إلى صندوق النقد الدولي لحماية الجزيرة التي تحكم ديمقراطيا من الهجمات المالية التي تشنها الصين، العازمة على الاستيلاء على الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر.
وبينما تشعر واشنطن بالقلق من حدوث مواجهة عسكرية في مضيق تايوان، أعرب المحللون والمراقبون عن مخاوف من احتمال قيام بكين بذلك. شن حرب اقتصادية وسيبرانية لإجبار تايوان على الاستسلام
وفي تقرير صدر هذا الشهر، حذرت أكاديمية تايوان للخدمات المصرفية والمالية من أن الصين قد تحاول زعزعة استقرار العملة التايوانية من خلال وضع رهانات كبيرة ضد سوق الأوراق المالية التايوانية والتلاعب بأسواق الصرف الأجنبي. إن الانضمام إلى صندوق النقد الدولي من شأنه أن يمنح تايوان إمكانية الوصول إلى صندوق الأيام الممطرة الذي يمكنها استخدامه للدفاع عن نفسها.